كشفت وثيقة جديدة لموقع ويكيلكس عن وجود خلافات بين الدكتور محمد البرادعي والمسؤولين الأمريكيين بسبب مواقفه وآرائه تجاه قضايا الشرق الأوسط، إلى جانب طريقة إدارته للتحقيقات الخاصة بالبرنامجين النووين لايران وسوريا، وأشارت الوثيقة إلى تزايد تلك الخلافات خاصة خلال الشهور الأخيرة لتولي البرادعي إدارة الهيئة الدولية للطاقة النووية.
وقالت الوثيقة التي كتبها جريجوري شولت الأمريكي للهيئة الدولية للطاقة الذرية في 13 يناير 2009 إن التوترات بين الطرفين زادت بشكل كبير بعد أن أعلنت واشنطن رسميا نيتها الاطاحة بالبرادعي وابعاده عن الهيئة.
وتكشف الوثيقة انشغال الدكتور البرادعي المستمر بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي، بالإضافة إلى ايمانه القوي بضرورة احداث تغيير ديمقراطي في الشرق الأوسط، وهي الأفكار التي كان البرادعي يتبناها قبل وقت طويل من عودته إلى مصر وتوليه قيادة المطالبة بالاصلاحات الديمقراطية في مصر وظهوره كمرشح محتمل للرئاسة، بحسب الوثيقة الأمريكية.
وكتب الدبلوماسي الأمريكي في برقيته إن البرادعي يقول إن الوضع في المنطقة العربية مزعج، فالحكومات العربية تفتقد المصداقية، كما أن هناك فجوة تتسع مع الوقت بين الاغنياء والفقراء، وينقل الدبلوماسي الأمريكي قول البرادعي له في أحد الاجتماعات الخاصة إن الحكومات العربية في حاجة ماسة إلى احداث اصلاحات وتغييرات داخلية وليس السياسات الخارجية فقط.
وقالت الوثيقة إن البرادعي كان يتحدث بصراحة حتى أثناء توليه منصب المدير العام للهيئة الدولية للطاقة الذرية ، وأشارت الوثيقة إلى أنه في بدايات عام 2009 بعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة قرر البرادعي الغاء لقاء كان مقرر اجرائه مع قناة بي بي سي البريطانية بعد رفض القناة بث استغاثة من ضحايا غزة، معتبرا أن ذلك التصرف يتنافى مع الأخلاق الانسانية.
وقالت الوثيقة إنه أثناء توليه المنصب، واجه البرادعي هجوما من جانب الولايات المتحد وبعض أعضاء الهيئة بسبب تصريحاته حول البرنامج النووي الايراني والعراقي ودولا أخرة كانت محل شك بسبب امكانية انتهاكها لقرارات حظر الانتشار النووي، وكانت تقاريره التقنية والفنية عادة ما تتعارض مع المصالح الأمريكية، وهو ما دفع واشنطن لبدء جهودها لابعاده عن المنصب.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire