mardi 5 avril 2011

كازا إف إم توقف برنامج رشيد غلام بسبب هسبريس


أقدمت إذاعة  'كازا إف إم' على توقيف برنامج "مقامات محمدية" الذي كان يعده الفنان المغربي رشيد غلام مباشرة عقب حواره مع هسبريس ( انظر الحوار: لا نريد خطابا تاريخيا، وإنما فعلا تاريخيا).
 وبرنامج مقامات محمدية كان يذاع على أمواج 'كازا إف إم' مرتين في الأسبوع (الجمعة والثلاثاء) وكان موضوعه رصد لتجليات الجمال المحمدي عبر الشعر والموسيقى والبيان، وهو برنامج ثقافي محض لا يهتم بالسياسة، بل يناقش جماليات الروح كما تجلت في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف تغنى بها الشعراء، وكيف حكتها أدبيات الشعر الصوفي والشعوب التي اعتنقت الإسلام وكيف عبرت عن الجمال المحمدي شعرا ونثرا وموسيقي.
والبرنامج المذكور هو حصيلة بحث ضخم تطلب من صاحبه رشيد غلام سنوات من البحث والتقصي في عيون المصادر والمراجع في الثقافة الإسلامية، بحيث كان ينوي تسجيله وتصويره خارج المغرب، قبل أن يتعاقد مع إذاعة 'كازا إف إم' قبل سنتين تقريبا.
 وصرح الفنان رشيد غلام لـ"هسبريس" بأن مالك الإذاعة كمال لحلو اتصل به وأبلغه خبر فسخ العقدة مع إذاعة كازا إف إم، وأخبره بأن "جهات عليا" ضغطت عليه بسبب الحوار الأخير الذي أدلى به لموقع "هسبريس"، وقال غلام بأن " كمال لحلو لم يطلع على الحوار وإنما أطلعوه عليه" وأضاف " منذ بداية البرنامج، أي منذ سنتين على بداية العقد، والسيد كمال لحلو يتعرض لضغوطات من جهات عليا لتوقيف البرنامج".
وبرنامج "مقامات محمدية" كان ناجحا، يقول غلام، بشهادة خبراء وقدماء الإذاعة المغربية وبعض المثقفين، لأنه من يستمع له يجد البرنامج يتضمن قيما أدبية وموسيقية وجمالية وروحية، تخدم اللغة العربية من حيث علاقة الفن بالشعر العربي بحيث يربي في الناس الذوق الموسيقي، ويخدم الجانب الأخلاقي والروحي من خلال الأخلاق الإسلامية والشمائل المحمدية.
 كما كان البرنامج يتضمن قيمة فنية من حيث الصياغة والإخراج والتقديم، فكان برنامجا غير مسبوق، "للأسف حرموا الناس منه" يقول غلام.
وكشف رشيد غلام أنه قبل توقيف البرنامج اتصلت جهات عليا بمجموعة من الفنانين للرد على الحوار الذي أدلى به لـ"هسبريس" أن يكتبوا في الرد على حوار رشيد غلام، بدعوى أن ما صرح به من كلام لـ"هسبريس" غير مسؤول، فامتنع البعض منهم، والذين وصفهم غلام بالفضلاء، وأردف " في قابل الأيام تجد من يتطوع وينبري لهذا العمل".
وعن رسالته للمستمعين الذين كانوا يتابعون برنامجه، يقول غلام " من كان يسمعني في كازا إف إم، نقول له، نحن اخترنا أن نكون منسجمين مع ذواتنا، فقيمة المادة الفنية التي كما نقدمها نستمدها من مواقفنا ومن ثباتنا على مبادئنا، وفي مستقبل الأيام سنعوض عن ذلك، وربما سأبث الحلقات المقبلة على شبكة الانترنيت بشكل متوال عبر عملية تسجيلية ليسمعها الناس عبر الفيسبوك أو عبر موقع رشيد غلام.. نحن ما واقفينش.. نحن كالماء لا يوقفه لا رمل ولا حجر.. قد يحبسون الماء مدة معينة، ولكن في آخر المطاف يخرج هذا الماء للعالمين، لن نقبر من طرف المخزن والجبابرة... سنقوم بتسجيلات بالكلمة والصورة أيضا".
وأضاف غلام بأن "النظام المغربي يغيضه أن يكون الفنان المغربي مثقفا وله رأي وموقف سياسي ووجهة نظر"، فالنظام ، برأي غلام، تعود أن يكون الفنان والمغني مهرجا ومن "النعاميين" (الذين يرددون كلمة نعم).
وعن أصداء الحوار مع هسبريس داخل المغرب وخارجه، يقول غلام "انه توصل بكثير من الايميلات من خارج المغرب وداخله أغلبها يهنئه على الحوار ويباركون موقفه السياسي كفنان، وهناك من اختلف معه،  وهذا أمر ضروري ومطلوب".
"أما الفنانون فيباركون الحوار ولكن لم يبدوا رأيهم.. وكثير من المغاربة يؤيدون ما جاء في الحوار" يقول غلام.
وعن موقفه الشخصي من توقيف البرنامج، يؤكد غلام بأن " هذا الموقف الذي اتخذه النظام المغربي من منع صوتي في برنامج ثقافي، لهو أكبر دليل أن ما قلته في الحوار صحيح، فالخطاب الذي قال بمزيد من الحريات لم يكن صحيحا، فالنظام المغربي يقول لنا، لي ولغيري، ولكن في هذه اللحظة يقول لي، إذا كنت تخالفني رأيي فلا تشاركني أرضي ولا سمائي، ولا تتنسم هوائي ولا تأكل من نعمائي..نظام لا يطيق معارضا في البلاد.. هذا نظام متأله... فعقلية الرعية والرعايا متجذرة في النظام المغربي.. فمن يخالف الرأي كذاب وخائن ومخادع ويريد الفتنة.. فما فعله النظام معي يؤكد بأن الخطاب فيه نوع من التسويف والضحك على الذقون ومن الكلام العائم الذي لا واقعية له، ولا مصداقية له".

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire